فصل: قال الزمخشري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الزمخشري:

سورة النازعات:
مكية.
وهي خمس أو ست وأربعون آية.
نزلت بعد النبأ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[النازعات: الآيات 1- 14]

{وَالنازعات غرقاً (1) وَالناشطات نَشْطاً (2) وَالسابحات سَبْحاً (3) فالسابقات سَبْقاً (4) فالمدبرات أَمْراً (5) يوم ترجف الراجفة (6) تَتْبَعُهَا الرادفة (7) قُلُوبٌ يومئِذٍ واجِفَةٌ (8) أَبْصارُها خاشِعة (9) يَقولونَ أإنا لَمَرْدُودُونَ فِي الحافرة (10) أَإِذا كُنَّا عِظاماً نخرة (11) قالوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرة (12) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (13) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)}
أقسم سبحانه بطوائف الملائكة التي تنزع الأرواح من الأجساد، وبالطوائف التي تنشطها أى تخرجها. من نشط الدلو من البئر إذا أخرجها، وبالطوائف التي تسبح في مضيها، أى: تسرع فتسبق إلى ما أمروا به، فتدبر أمرا من أمور العباد مما يصلحهم في دينهم أو دنياهم كما رسم لهم {غرقاً} إغراقا في النزع، أى: تنزعها من أقاصى الأجساد من أناملها وأظفارها.
أو أقسم بخيل الغزاة التي تنزغ في أعنتها نزعا تغرق فيه الأعنة لطول أعناقها، لأنها عراب. والتي تخرج من دار الإسلام إلى دار الحرب من قولك (ثور ناشط) إذا خرج من بلد إلى بلد، والتي تسبح في جريها فتسبق إلى الغاية فتدبر أمر الغلبة والظفر، وإسناد التدبير إليها، لأنها من أسبابه. أو أقسم بالنجوم التي تنزع من المشرق إلى المغرب. وإغراقها في النزع: أن تقطع الفلك كله حتى تنحط في أقصى الغرب، والتي تخرج من برج إلى برج، والتي تسبح في الفلك من السيارة فتسبق فتدبر أمرا من علم الحساب. وقيل {النازعات} أيدى الغزاة، أو أنفسهم تنزع القسىّ بإغراق السهام، والتي تنشط الأوهاق والمقسم عليه محذوف، وهو (لتبعثن) لدلالة ما بعده عليه من ذكر القيامة.
و{يوم ترجف} منصوب بهذا المضمر. و{الراجفة} الواقعة التي ترجف عندها الأرض والجبال، وهي النفخة الأولى:
وصفت بما يحدث بحدوثها {تَتْبَعُهَا الرادفة} أى الواقعة التي تردف الأولى، وهي النفخة الثانية. ويجوز أن تكون {الرادفة} من قوله تعالى: {قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ} أى القيامة التي يستعجلها الكفرة استبعادا لها، وهي رادفة لهم لاقترابها. وقيل {الراجفة} الأرض والجبال، من قوله: {يوم ترجف الْأَرْضُ وَالْجِبالُ} و{الرادفة}: السماء والكواكب، لأنها تنشق وتنتثر كواكبها على أثر ذلك.
فإن قلت: ما محل {تتبعها}؟
قلت: الحال، أى: ترجف تابعتها الرادفة.
فإن قلت: كيف جعلت {يوم ترجف} ظرفا للمضمر الذي هو لتبعثن، ولا يبعثون عند النفخة الأولى؟
قلت: المعنى: لتبعثنّ في الوقت الواسع الذي يقع فيه النفختان، وهم يبعثون في بعض ذلك الوقت الواسع، وهو وقت النفخة الأخرى. ودلّ على ذلك أنّ قوله: {تَتْبَعُهَا الرادفة} جعل حالا عن {الراجفة}. ويجوز أن ينتصب {يوم ترجف} بما دلّ عليه {قُلُوبٌ يومئِذٍ واجِفَةٌ} أى يوم ترجف وجفت القلوب {واجِفَةٌ} شديدة الاضطراب، والوجيب والوجيف: أخوان خاشِعة ذليلة.
فإن قلت: كيف جاز الابتداء بالنكرة؟
قلت: {قُلُوبٌ} مرفوعة بالابتداء، و{واجِفَةٌ} صفتها، و{أَبْصارُها خاشِعة} خبرها فهو كقوله: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ}.
فإن قلت: كيف صح إضافة الأبصار إلى القلوب؟
قلت: معناه أبصار أصحابها بدليل قوله: {يَقولونَ}.
{فِي الحافرة} في الحالة الأولى، يعنون: الحياة بعد الموت.
فإن قلت: ما حقيقة هذه الكلمة؟
قلت: يقال: رجع فلان في حافرته، أى: في طريقه التي جاء فيها فحفرها، أى: أثر فيها بمشيه فيها: جعل أثر قدميه حفرا، كما قيل: حفرت أسنانه حفرا: إذا أثر الآكال في أسناخها. والخط المحفور في الصخر.
وقيل: حافرة، كما قيل: عيشة {راضية} أى: منسوبة إلى الحفر والرضا، أو كقولهم: نهارك صائم، ثم قيل لمن كان في أمر فخرج منه ثم عاد إليه: رجع إلى حافرته، أى طريقته وحالته الأولى.
قال:
أحافرة على صلع وشيب ** معاذ اللّه من سفه وعار

يريد: أرجوعا إلى حافرة.
وقيل: النقد عند الحافرة، يريدون عند الحالة الأولى: وهي الصفقة.
وقرأ أبو حيوة: في {الحفرة}. و{الحفرة} بمعنى: المحفورة. يقال: حفرت أسنانه فحفرت حفرا، وهي حفرة، وهذه القراءة دليل على أن {الحافرة} في أصل الكلمة بمعنى المحفورة. يقال: نخر العظم فهو نخر وناخر، كقولك طمع فهو طمع وطامع، وفعل أبلغ من فاعل، وقد قرئ بهما: وهو البالي الأجوف الذي تمر فيه الريح فيسمع له نخير. وإِذاً منصوب بمحذوف، تقديره: أئذا كنا عظاما نرد ونبعث {كَرَّةٌ خاسِرة} منسوبة إلى الخسران، أو خاسر أصحابها. والمعنى: أنها إن صحت فنحن إذا خاسرون لتكذيبنا بها، وهذا استهزاء منهم.
فإن قلت: بم تعلق قوله: {فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ}؟
قلت: بمحذوف، معناه: لا تستصعبوها، فإنما هي زجرة واحدة، يعنى: لا تحسبوا تلك الكرة صعبة على اللّه عز وجل، فإنها سهلة هينة في قدرته، ما هي إلا صيحة واحدة، يريد النفخة الثانية فَإِذا هُمْ أحياء على وجه الأرض بعد ما كانوا أمواتا في جوفها، من قولهم: زجر البعير، إذا صاح عليه. والساهرة: الأرض البيضاء المستوية، سميت بذلك لأنّ السراب يجرى فيها، من قولهم: عين ساهرة جارية الماء، وفي ضدها: نائمة.
قال الأشعث بن قيس:
وساهرة يضحى السّراب مجلّلا ** لأقطارها قد جبتها متلثّما

أو لأنّ سالكها لا ينام خوف الهلكة.
وعن قتادة: فإذا هم في جهنم.

.[النازعات: الآيات 15- 26]

{هَلْ أَتاكَ حديث مُوسى (15) إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طوى (16) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تزكى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى (19) فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى (20) فَكَذَّبَ وَعَصى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى (22) فَحَشَرَ فَنادى (23) فَقال أنا رَبُّكُمُ الْأَعلى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نكال الْآخِرَةِ وَالْأُولى (25) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى (26)}.
{اذْهَبْ} على إرادة القول. وفي قراءة عبد اللّه: {أنِ اذهبْ}، لأنّ في النداء معنى القول. هل لك في كذا، وهل لك إلى كذا، كما تقول: هل ترغب فيه، وهل ترغب إليه {إِلى أَنْ تزكى} إلى أن تتطهر من الشرك، وقرأ أهل المدينة: {تزكى}، بالإدغام {وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ} وأرشدك إلى معرفة اللّه أنبهك عليه فتعرفه {فَتَخْشى} لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة.
قال اللّه تعالى: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ} أى العلماء به، وذكر الخشية لأنها ملاك الأمر، من خشي اللّه: أتى منه كل خير. ومن أمن: اجترأ على كل شرّ. ومنه قوله عليه السلام «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل» بدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العرض، كما يقول الرجل لضيفه: هل لك أن تنزل بنا، وأردفه الكلام الرقيق ليستدعيه بالتلطف في القول، ويستنزله بالمداراة من عتوه، كما أمر بذلك في قوله: {فَقولا لَهُ قولا لَيِّناً}.
{الْآيَةَ الْكُبْرى} قلب العصاحية لأنها كانت المقدمة والأصل، والأخرى كالتبع لها، لأنه كان يتقيها بيده، فقيل له: أدخل يدك في جيبك. أو أرادهما جميعا، إلا أنه جعلهما واحدة، لأن الثانية كأنها من جملة الأولى لكونها تابعة لها {فَكَذَّبَ} بموسى والآية الكبرى، وسماهما ساحرا وسحرا {وَعَصى} اللّه تعالى بعد ما علم صحة الأمر، وأنّ الطاعة قد وجبت عليه {ثُمَّ أَدْبَرَ} يَسْعى أى لما رأى الثعبان أدبر مرعوبا، يسعى: يسرع في مشيته.
قال الحسن. كان رجلا طياشا خفيفا. أو تولى عن موسى يسعى ويجتهد في مكايدته، وأريد: ثم أقبل يسعى، كما تقول: أقبل فلان يفعل كذا، بمعنى: أنشأ يفعل، فوضع {أَدْبَرَ} موضع: أقبل، لئلا يوصف بالإقبال {فَحَشَرَ} فجمع السحرة، كقوله: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ}.
{فَنادى} في المقام الذي اجتمعوا فيه معه. أو أمر مناديا فنادى في الناس بذلك. وقيل قام فيهم خطيبا فقال تلك العظيمة.
وعن ابن عباس: كلمته الأولى: {ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي والآخرة}: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعلى}.
{نكال} هو مصدر مؤكد، كوعد اللّه، وصبغة اللّه، كأنه قيل: نكل اللّه به نكال الآخرة والأولى والنكال بمعنى التنكيل، كالسلام بمعنى التسليم. يعنى الإغراق في الدنيا والإحراق في الآخرة، وعن ابن عباس: نكال كلمتيه الآخرة، وهي قوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعلى} والأولى وهي قوله: {ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي} وقيل: كان بين الكلمتين أربعون سنة. وقيل عشرون.

.[النازعات: الآيات 27- 33]

{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (27) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دحاها (30) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (31) وَالْجِبالَ أَرْساها (32) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (33)}
الخطاب لمنكري البعث، يعنى {أَأَنْتُمْ} أصعب {خَلْقاً} وإنشاء {أَمِ السَّماءُ} ثم بين كيف خلقها فقال: {بَناها} ثم بين البناء فقال: {رَفَعَ سَمْكَها} أى جعل مقدار ذهابها في سمت العلو مديدا رفيعا مسيرة خمسمائة عام {فَسَوَّاها} فعدلها مستوية ملساء، ليس فيها تفاوت ولا فطور. أو فتممها بما علم أنها تتم به وأصلحها، من قولك: سوى فلان أمر فلان. غطش الليل وأغطشه اللّه، كقولك: ظلم وأظلمه. ويقال أيضا: أغطش الليل، كما يقال أظلم وقت الضحى، للوقت الذي تشرق فيه الشمس ويقوم سلطانها، وأضيف الليل والشمس إلى السماء، لأن الليل ظلها والشمس هي السراج المثقب في جوّها ماءَها عيونها المتفجرة بالماء وَمَرْعاها ورعيها، وهو في الأصل موضع الرعي. ونصب الأرض والجبال بإضمار (دحا) و(أرسى) وهو الإضمار على شريطة التفسير. وقرأهما الحسن مرفوعين على الابتداء.
فإن قلت: هلا أدخل حرف العطف على {أخرج}؟
قلت: فيه وجهان، أحدهما: أن يكون معنى {دحاها} بسطها ومهدها للسكنى، ثم فسر التمهيد بما لابد منه في تأتى سكناها، من تسوية أمر المأكل والمشرب، وإمكان القرار عليها، والسكون بإخراج الماء والمرعى، وإرساء الجبال وإثباتها أوتادا لها حتى تستقر ويستقر عليها. والثاني: أن يكون {أَخْرَجَ} حالا بإضمار (قد) كقوله: {أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} وأراد بمرعاها: ما يأكل الناس والأنعام. واستعير الرعي للإنسان كما استعير الرتع في قوله: {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} وقرئ: {نرتع}، من الرعي، ولهذا قيل: دلّ اللّه سبحانه بذكر الماء والمرعى على عامة ما يرتفق به ويتمتع مما يخرج من الأرض حتى الملح، لأنه من الماء {مَتاعاً لَكُمْ} فعل ذلك تمتيعا لكم {وَلِأَنْعامِكُمْ} لأن منفعة ذلك التمهيد واصلة إليهم وإلى أنعامهم.

.[النازعات: الآيات 34- 36]

{فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (34) يوم يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (35) وَبرزت الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (36)}.
{الطَّامَّةُ} الداهية التي تطم على الدواهي، أى: تعلو وتغلب. وفي أمثالهم: جرى الوادي فطمّ على القرى، وهي القيامة لطمومها على كل هائلة.
وقيل: هي النفخة الثانية.
وقيل: الساعة التي تساق فيها أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار {يوم يَتَذَكَّرُ} بدل من إذا جاءت، يعنى: إذا رأى أعماله مدونة في كتابه تذكرها وكان قد نسيها، كقوله: {أَحْصاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ}.
وما في ما سَعى موصولة، أو مصدرية {وَبرزت} أظهرت وقرأ أبو نهيك: {وبرزت لِمَنْ يَرى} للرائين جميعا، أى: لكل أحد، يعنى: أنها تظهر إظهارا بينا مكشوفا، يراها أهل الساهرة كلهم، كقوله: قد بين الصبح لذي عينين، يريد: لكل من له بصر، وهو مثل في الأمر المنكشف الذي لا يخفى على أحد. وقرأ ابن مسعود: {لمن رأى}. وقرأ عكرمة: {لمن ترى}. والضمير للجحيم، كقوله: {إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ} وقيل: لمن ترى يا محمد.

.[النازعات: الآيات 37- 39]

{فَأَمَّا مَنْ طَغى (37) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (39)}.
{فَأَمَّا} جواب {فَإِذا} أى: فإذا جاءت الطامّة فإنّ الأمر كذلك. والمعنى: فإنّ الجحيم مأواه، كما تقول للرجل: غض الطرف، تريد: طرفك، وليس الألف واللام بدلا من الإضافة، ولكن لما علم أنّ الطاغي هو صاحب المأوى، وأنه لا يغض الرجل طرف غيره: تركت الإضافة، ودخول حرف التعريف في المأوى والطرف للتعريف، لأنهما معروفان، و{هِيَ} فصل أو مبتدأ.

.[النازعات: الآيات 40- 41]

{وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (41)}.
{وَنَهَى النَّفْسَ} الأمارة بالسوء {عَنِ الْهَوى} المردي وهو اتباع الشهوات وزجرها عنه وضبطها بالصبر والتوطين على إيثار الخير.
وقيل: الآيتان نزلتا في أبى عزير بن عمير ومصعب بن عمير، وقد قتل مصعب أخاه أبا عزير يوم أحد، ووقى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بنفسه حتى نفذت المشاقص في جوفه.